شبكة النبأ: الرسالة الحسينية هي صيحة مجللة تهز ضمير الإنسانية في كل زمان ومكان فالأديب بما آتاه الله من موهبة ينبغي عليه ان يسلط الضوء على نهضة الإمام الحسين (ع) لتتعلم الشعوب كيف تتوجه إلى الله وكيف تضحي في سبيل الحفاظ على مبادئها.
وحول ادب الطف وماهيته وأهميته أجرت (شبكة النبأ المعلوماتية) هذا اللقاء مع الدكتور (عبود جود الحلي) عميد كلية التربية في جامعة كربلاء، وابتدأنا بسؤاله:
- ما اهمية الشعر الحسيني وتأثيره في المجتمع؟
ان النهضة الحسينية لها أبعاد كثيرة وأبعادها غير محصورة في زمان أو مكان معين وإنما تمتد إلى امتداد بقاع الأرض وربما يكون هذا مضمون الشعار الذي يرفع تحت عنوان "كل أرض كربلاء وكل يوم عاشورا"، كأنه ليس حدث تأريخي او حدث انتهى كبقية الإحداث التاريخية الأخرى، فيجب أن تمتد رسالة الحسين عليه السلام ويجب على المسلمين أن يستلهموا الدروس والعبر لان قضية الأمام الحسين (ع) عطاء متجدد ينفع كل مجتمع وينسجم مع كل زمان ومكان فهذه النهضة المقدسة ينبغي أن يرافقها إعلام يتخذ صورا شتى، فالأدب الحسيني مضمون كبير يتسع للشعر والنثر والخطابة.
ولعل أول من بدأ بهذا الأمر سيدتنا زينب (ع) إذ أنها ما أن منح الإمام (ع) دمه الشريف ودم أصحابه في أرض كربلاء حتى بدأت مهمة الإعلام والأدب الحسيني، فبدأت زينب (ع) تخاطب ضمائر الناس جميعا في ذلك الزمن وفي هذا الزمن فقيض الله لخطب زينب (ع) أن تصل إلى كل المجتمعات ولعل الخطباء الحسينيون والخطيبات الحسينيات لهن الدور البارز في إيصال رسالة الإمام الحسين (ع) للجماهير وتأثيرها في المجتمع.
فقد تعلمنا من الإمام الحسين (ع) كيف نضحي من أجل مبادئنا ومن أجل ديننا ، فالشعر الحسيني بما فيه الجانب العاطفي فأنه ينهض بكل مايتسع له مفهوم الأدب من تحريك عواطف الناس وتنبيههم لواجباتهم، فلو استوعبت الشعوب الرسالة الحسينية وفهمت معانيها ومضامينها لما بقى الاستكبار العالمي يلح على نهب ثروات الشعوب وعلى انتهاك مقدساتهم كما يحصل في العراق وأفغانستان وفلسطين وكل بقعة يستضعف بها المسلمون.
- مادور الشعر في إحياء قضية الإمام الحسين (ع)؟
الارتباط بين عناصر الأدب من النواحي الأدبية برز منذ زمن طويل من خلال الظروف التي مرت بها بلاد المسلمين عندما خضعت للاحتلال الأجنبي الطويل وكاد أن يمحي لغتهم ومعالم دينهم، لكن المنبر الحسيني حافظ على لغة القرآن ومن عناصر المنبر الحسيني الشعر الحسيني الذي يعد ضرورة لا يمكن التخلي عنها فلا نكاد نجد خطيبا إلا وهو شاعر ولا تخلو الخطب من الشعر.
فالخطابة والشعر شيئان متلازمان وهذا الشعر مع فائدته في توعية الناس وفي إيصال رسالة النهضة الحسينية للناس لكنه ارتقى إلى أعلى من ذلك لأجل الحفاظ على اللغة العربية كما حدث في حقبة الغزو العثماني حينما حاولوا تتريك اللغة العربية.
- من هم أبرز رواد الأدب الحسيني؟
الأدب الحسيني زاخر بالأدباء والشعراء الذين كتبوا في نهضة الإمام الحسين (ع) ومن أبرز شعراء القرن الهجري الأول ولعل أشهرهم في العصور الحديثة والذين لايزال صدى شعرهم يتردد على المنابر السيد حيدر الحلي رحمه الله، هذا الشاعر عندما نقرأ قصائده نتأثر بشعره ويتأثر المستمعون أيضا ولعل من شعراء الحسين في كربلاء الشيخ محسن أبي الحب الكبير، هذا الرجل طبع ديوانه حديثا وقد توفي سنة (1305) هجري وهو شاعر حسيني ينبغي الاهتمام بشعره، ولعل البيت المشهور الذي يقرأ:
ان كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني
ينسب لهذا الشاعر المتميز بينما يظن الناس ان هذا الشعر من كلام الإمام الحسين (ع).
- ما هو رأيكم في تدريس مادة أدب ألطف في المدارس والجامعات؟
في الجامعات التي تنهض بالخطابة وتقوم بإعداد طالب متخصص بالمنبر الحسيني فهذا أمر ضروري، أما طلاب الكليات الأخرى، نعم ينبغي ان يدرسوه لكن ليس بهذه الشمولية التي يدرسها المتخصصون، فمثلا في جامعة كربلاء والجامعات الأخرى نعدُّ أساتذة لتدريس الطلبة الوصف والمديح والرثاء على أن تدرس على امتداد العصور الأدبية، فيكون الشعر الحسيني جانبا جزئيا.
ويجب على الطالب أن ينمي قدراته الشعرية والادبية من خلال اطلاعات شخصيه، ففي كل زمان ومكان يكون هنالك أديب يتمتع بحس أدبي مرهف وبقابلية أدبية كبيرة ينتج أدبا قويا ورصينا لأنه أستكمل أدواته، فلا يخلو الأدب من القوة والهشاشة وهل كان الأدب الحسيني لا يتمتع بالقوة، فمثلا الشيخ الوائلي رحمه الله كان رجلا موسوعيا شاعرا وخطيبا، فعلى الأديب أن يقرأ الشعر القديم والحديث ليسلط الضوء على مختلف زوايا النهضة الحسينية.
- ماهي المسوولية التي تقع على عاتق الشاعر الحسيني؟
يجب على الشاعر الحسيني أن يتواصل مع الرسالة التي أسست لها السيدة زينب (ع) وتوضيح قضية الإمام الحسين (ع) للمثقفين والعالم كافة، فالكثير من الشعراء من ينضم الشعر بالفصحة واللهجة الدارجة لإيصال صدى الرسالة الحسينية الخالدة.
- ماهي الرسالة التي يمكن إيصالها إلى العالم من خلال الأدب الحسيني؟
الرسالة الحسينية هي صيحة مجللة تهز ضمير الإنسانية في كل زمان ومكان فالأديب بما أتاه الله من موهبة ينبغي عليه أن يسلط الضوء على نهضة الإمام الحسين (ع) لتتعلم الشعوب كيف تتوجه إلى الله وكيف تضحي في سبيل الحفاظ على مبادئها، فالإمام الحسين (ع) بقضيته الخالدة لا يستطيع الشعراء أيفاء حقه.
- ماهي نظرتكم إلى الواقع الفكري في العراق حاليا؟
عاش العراق أكثر من ثلاثين سنة من الهيمنة الفكرية والثقافية، والفترة التي قضيناها بعد سقوط اللانظام ليست كافية لصقل شخصية المثقف العراقي فهذه الفترة أشبه بالفترة التي يقضيها المريض بعد تماثله للشفاء هي فترة بين المرض والصحة تسمى بفترة النقاهة، فعلى وسائل الإعلام التي تشعر بالمسؤولية أن تعمل لإعادة صياغة النفس الانسانية العراقية وتضع حدود وقيم ثقافية جديدة.
[